من نوادر جحا
" مَنْ يعلمُ يُعْلِمُ مَنْ لا يَعْلم "
جلس الشيخ نصر الدين أفندي، يوماً على
منصه الوعظ في أحد جوامع ((آق شهر))
وقال: أيها المؤمنون, هل تعلمون ما
سأقوله لكم؟ فأجابه السامعون: كلا, لا
نعلم. قال: إذا كنتم لا تعلمون, فما
الفائدة من التكلم, ثم نزل. وعاد في
يوم آخر فألقى عليهم نفس السؤال,
فأجابوه, هذه المرة: أجل إنا نعلم.
فقال: ما دمتم تعلمون ما سأقوله فما
الفائدة من الكلام؟ فحار الحاضرون في
أمرهم واتفقوا فيما بينهم, على أن
تكون الإجابة في المرة القادمة متناقضة
, قسم يجيب: لا, وقسم يجيب: نعم, ولما
أتاهم المرة الثالثة, وألقى عليهم
سؤاله الأول, اختلفت أصواتهم بين: لا
ونعم فقال: حسناً جداً مَنْ يعلمُ يُعْلِمُ مَنْ لا يَعْلم.
"الخجل"
شعر جحا بوجود لص في داره ليلاً، فقام إلى
الخزانة واختبأ بها، وبحث اللص عن شيء
يسرقه فلم يجد فرأى الخزانة فقال: لعل
فيها شيئاً ففتحها واذا بجحا فيها،
فاختلج اللص ولكنه تشجع وقال: ماذ
ا تفعل هنا أيها الشيخ؟ فقال جحا: لا
تؤاخذني فإني عارف بأنك لا تجد ما تسرقه
ولذلك اختبأت خجلا منك.